01 January 2009

سيكولوجية الوقت 1/4

رصيدك من العمر





مدخل


العمر هو تلك اللحظات التى نبعثرها هنا وهناك دون أدنى جدوى فالوقت مثل الماء يتقطر من بين يديك وأنت لا تشعرولاتدرى أن الدقائق - التى لا تهتم لأمرها اليوم - ثمنها أغلى مما تتصور


محتويات يومك


تحتوى أيامنا على كثير من الأمور التى نقوم بها دون تفكير غير أننا إذا دققنا فى يومنا سنجد أن هناك ثوابت نقوم بها كل يوم مثلأ


أ - تناول الاطعمة والمشروبات

ب - ركوب وسائل الموصلات

ج - الحديث فى الهاتف

د - المقابلات والاجتماعاته

و - العمل

ه - النوم


وسوف نتعرض لكل أمر من هذه الأمور لايضاح كيفية تنظيمه بصورة عملية تقتصد فى الوقت وتضيف إلى عمرك وقت جديد



تناول الطعام والمشروبات




لا غنى لأى إنسان عن الطعام والشراب فهم مصدر طاقاته وحيوايتهولكن هل تعلم إنك إذا كنت تستغرق 30 دقيقة فقط فى تناول طعامك فإنك تستهلك 504 ساعة فى العام بما يعادل 21 يوموليس المطلوب أن تمتنع عن تناول طعامك ولكن أن تقتصد فى وقت تناوله فمثلا إذا خفضت وقت تناول الطعام من 30 إلى 20 دقيقة تكون إدخرت فى حصلة عمرك 7 أيام كاملة



الحديث فى الهاتف




لاجدال على أن الهاتف -سواء الجوال أو الارضى - أصبح يحتل جانب كبير من وقتنا يوميا ومن الدراسات الطريفة أن بعض السيدات مماهم مدمنين الحديث فى الهاتف قد تصل فترات حديثهم فى فيه إلى 60480 دقيقة بما يعادل سنة كاملة كل 10 سنوات


خطوات إجراء مكالمة


قبل أن تقوم باجراء مكالمة هاتف من الضرورى أن يكون بجوارك دفتر ضغير وقلم ثم إسال نفسك الاتى


أ - ماهو الهدف من القيام بهذه المكالمة ؟

ب - ماهى المعلومات التى أرغب فى الحصول عليها ؟

ج - ماهى المعلومات التى سوف أخبرهم بها ؟

د - جمع الوثائق الخاصة بكل مكالمة فى حالة الاتصال بأحد الجهات التى قدتطلب منك بيانات أو أرقام معينة

ه - حدد الوقت التقريبى لكل مكالمة

بعد هذه الخطوات تكون صورة المكالمة قد اتضحت فى راسك

ومن ثم أطلب الرقم وابداء مكالمتك ومن الضرورى أن تعرف أنك و مع تكرار هذه الخطوات ستجد نفسك تقوم بها فى سرعة ودقةلانها سوف تصبح جزء من طريقة تفكيرك


المقابلات والاجتماعات





لا يمر ييوم واحد دون أن نتقابل مع أفراد كثيرين سواء كانوا أصدقاء أو معارف أو زملاء أ و موظفين فى أماكن معينة... ألخ

ومن مميزات المقابلات

أ - نقل معلومات والحصول على غيرها

ب - اكتساب أفكار جديدة

ج - جمع خبرات

غير أن لها عيب كبير جدا وهو .. أهدار الوقت


تنظيم المقابلات


قبل المقابلة اسئل نفسك


أ - هل هى ضرورية ؟

ب - ماهو البديل عنها ؟ اجراء مكالمة - ارسال رسالة ...الخ

ج - ماهى الاهداف منها ؟ إمضاء بعض الوقت مع صديق - الحصول على معلومات - أستخراج أوراق معينة ..الخ

د - ما هى كلفتها ؟

ه - بماذا أريد أن أشارك بها ؟ و بماذا أريد أن أخرج منها ؟


الاعدادت الاخيرة والتنفيذ


أ - من الممكن الاتصال لتأكيد الموعد لأن ذلك يعطى انطباع باهتمامك

ب - راجع أفكارك عن الاهداف التى تود الحصول عليها من هذه المقابلة أو هذا الاجتماع

ج - اذهب قبل موعد المقابلة بـ 5 دقائق لان ذلك يجعلك تشعر بألفة مع المكان خاصة إذا كانت المقابلة فى مكان عام


بعد المقابلة اسئل نفسك


أ - ماهى نسبة الوقت الضائع ؟

ب - ماهى الفائدة التى حصلت عليها ؟

ج - هل كلفتها تتساوى مع الفائدة العائدة منها ؟

د - ماذا عن التأخير ؟

وعلى ضوء إجابات هذه الاسئلة ستتمكن من التحضير بشكل أفضل للمقابلات والاجتماعات القادمة


كيف تستفيد من وقتك فى الموصلات ؟




الموصلات والانتقالات هى غول الوقت الذى يفتك بالكثير من الساعات يوميا وبلا عائد فهل تعلم أنك تضيع سنويا ما يزيد عن 20160 دقيقة بما يعادل 14 يوم فى وسائل الموصلات تخيل ماذا يمكنك أن تفعل يوم واحد من هذه الايام الضائعة ؟؟وأبسط وسائل الاستفادة من هذا الوقت هو أن تحاول أن تبتكر حرفة بسيطة جدا مثل التريكو مثلما كانت تفعل جدتك وحتى تجد هذه الحرفة فيمكنك أن تستغل هذا الوقت فى القراءة أو أن تصطحب معك كاسيت صغير لتستمع عليه شرائط لتعليم لغة أجنبية

!!أ.د عفت بدر : الأطفال المتوحشين حقيقة ولا يوجد شعب ذكي وشعب غبي

لا تزال إشكالية البيئة والوراثة وتأثير كل منهم على السلوك سائداً حتى يومنا هذا، فتجد فريقاً يقول أن الوراثة هى الأساس في كل شيء وأن البيئة هى مجرد عامل مساعد، وعلى الجانب الآخر تجد بعض السيكولوجيين يقولون بأن الوراثة عامل ثانوي وأن البيئة هي مصنع السلوك. غير أنه ظهر في السنوات الاخيرة اتجاه تكاملي بين البيئة والوراثة، ومن بين أصحاب هذا الاتجاه التقينا أ.د عفت بدر (*1) ، حيث دار هذا الحوار

هل يوجد صراع بين البيئة والوراثة في تكوين السلوك؟

لا، على العكس تماماً يوجد بينهم تكامل. فالسلوك يتكون من اتجاه وراثي تشكله البيئة كيفما تريد، فالبيئة والوراثة يندمجان معاً في إنتاج السلوك ولا يتصارعان.

هل يوجد مثل يوضح التكامل بين البيئة والوراثة؟

المثل المشهور في هذه النقطة هو مثل التوائم المتماثلة، فهم لديهم اتجاه وراثي قوي فإذا عاشوا في بيئة واحدة، حتى ولو كانوا متباعدين، تكون اهتماماتهم وهواياتهم واحدة، على عكس الإخوة العاديين يعيشون في بيئة واحدة ولكن اهتماماتهم تكون مختلفة.

نسمع عن أسر بأكملها تعمل في مهنة معينة فهل هذا يدل عن أن الأبناء قد ورثوا السلوك؟

لا يوجد وراثة للسلوك بالمعنى المفهوم لكلمة وراثة، فالسلوك ليس كالأشياء المادية يمكن توريثها. ولكن يوجد اتجاه وراثي فقط، فمثلاً إذا كان هناك شخص أسرته كلها لصوص ليس شرطاً أن يكون لصاً. وبالنسبة لارتباط أسر كاملة بمهنة معينة فذلك يرجع إلى التعلم فالطفل الذى ينشأ مثلاً فى جو موسيقى يتعلم حب الموسيقى من أسرته، ومن ثم يعمل فى نفس المجال وهكذا


د.عفت بدر

أعطيتينا مثلاً بالشخص المجرم وهذا يدفعنا لسؤالك عن ما يسمى بـ "واى الإجرام "؟

بداية لا يوجد أى دليل على أن الـ "واى الزائدة "أو "واى الإجرام " كما يسمونها تكون سبباً فى جعل الشخص مجرماً، وهذه الأفكار ظهرت عندما قاموا بعمل أبحاث على عينة كبيرة من المسجونين ووجدوا "واى زائدة" من الأب فى التركيب الجيني للمسجونين. ومن يومها ويثار هذا الأمر لكن يوجد ناس عاديون جداً جداً يحملون هذا الكروموزم وليسوا مجرمين

وماذا عن " إكس الذكاء "؟

أنا ضد ما يسمى بـ "إكس الذكاء" و"واى الإجرام"، لأن الذكاء كما سبق وذكرت عن السلوك يكون له اتجاه وراثى يخضع لعوامل بيئية فالشخص الحامل للكروزوم الزائد "إكس" أو "إكس الذكاء" كما يقولون إذا هيأت له البيئة بشكل جيد فإنه سيكون بلا شك ذكياً. ولكن إذا منعت عنه الظروف المناسبة لخلق الأفكار والإبداع فماذا سيكون؟ لأنه لايوجد جينات معينة للذكاء وأخرى للخلق وهكذا.


توائم متماثلة


يثار كثير من الجدل حول "الأطفال المتوحشين" فنرجو توضيح هذا الأمر؟

الطفل المتوحش هو الطفل الذى ينمو فى الغابة مع الحيوانات يكتسب طريقة حياتهم ولكنه يظل آدمياً 100% فالظروف المحيطة به هي التى جعلته أشبه بالحيوان.
ويظل هناك حاجز بينه وبين الحيوانات التي يعيش معها، فمثلاً لا يستطيع أن يتزوج منهم بسبب الفرق في الجنس والنوع.



وما هو الفرق؟

لتوضيح الفرق سأضرب لك مثلاً، فلدينا الأسد والنمر وهما من نفس الفصيلة، ولكن من أجناس مختلفة. وقد وجد حالات لتزاوجهم وإنجاب جنس يجمع بين النمر والأسد. ويوجد مثل آخر أكثر شهرة وهو الحصان والحمار فيمكنهم أن يتزوجا وينجبا سيسي أو بغلاً.. ولكن في كل الأحوال الكائن أو الحيوان الجديد يكون عقيماً لا يستطيع أن ينجب.
ونعود إلى الإنسان فهو من فصيلة مختلفة تماماً عن أى كائن على وجه الأرض ولذلك فهو لا يستطيع التناسل معهم.


صورة تخيلية لبعض الاشخاص المتوحشين



معنى ذلك أن الغرائز موروثة؟


نعم الغرائز موروثة يولد بها الإنسان على عكس اللغة التى يتعلمها الانسان من بيئته المحيطة به.


يقال كثيراً أن هناك شعوباً أكثر ذكاءً من شعوب أخرى.
مثل الرجل الأبيض الذكى والرجل الملون المتبلد. فما تعليقك على ذلك؟


لا يوجد شعب ذكي وشعب غبي، فالأبحاث التي تخرج بهذه النتائج هى أبحاث متحيزة وغير موضوعية تسعى لعمل وصمة شعبوية لشعب أو عرق معين. ويوجد دراسات منها دراسة ميشل كول ترد على هذه الافتراءت. وأن طريقة التفكير لا تخلتف بين الرجل الأسود أوالملون والأبيض، كل حسب بيئته، بل طريقة التفكير تختلف بين الأبيض الأوروبى والأبيض الأمريكى.



أحمد مصطفى و د.عفت بدر


أخيراً ..هل الأمراض النفسية موروثة أم مكتسبة من الظروف والبيئة المحيطة، فنحن نجد
أن شعوباً بأكملها مصابة بالاكتئاب؟


بوجه عام يوجد أشخاص ميالون أكثر من غيرهم للإثارة أو للاكتئاب، ويرجع ذلك إلى عوامل وراثية غير أنه يوجد أسباب أخرى؛ فمثلاً مثلما يصنعون غازات مميتة يستطيعون صنع غازات تصيب بالاكتئاب، وفضلاً عن ذلك يوجد الظروف البيئية والدعاية والبروباجندا التى من الممكن أن تجعل الشخص يموت من القهر ليس أن يصاب بالاكتئاب فقط.



د.عفت بدر فى المعمل



----------------------------------------------------------------------

(1*)

تعد أ.دعفت بدر أحد أهم المتخصصين في علم الوراثة والهندسة الوراثية فى مصر. وهى من مواليد محافظة القاهرة تخرجت فى كلية الزراعة جامعة شمس ثم حصلت على الدكتوره فى فلسفة الوراثة من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، وهى حاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عام 1974 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1976 وحائزة على جائزة التميز العلمى لجامعة الاسكندرية عام 2006 وجائزة جامعة الاسكندرية التقديرية عام 2008. وقد شغلت منصب رئيس قسم الوراثة الأسبق بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية. وهي حالياً مقرر اللجنة العلمية للكيمياء الزراعية والتكنولوجيا الحيوية وأستاذ زائر بجامعة هارفارد وكورنيل بأمريكا وجامعة جرينوبل والمركز القومى للبحوث العلمية بفرنسا.

الماضى والحاضر والمستقبل


أكشف عن الماضى


شخص الحاضر


تنبأ بالمستقبل


أبوقراط

كلمتنا .. يناير 2009



عام جديد وعلى الجميع سعيد .. تمر الأيام سريعا
وهاهو العدد الخامس من سيكولوجية مصرية
مع اضافات جديدة لمجلتنا أبرازها
باب حوار مع متخصص

أسرة التحرير
عنهم أحمد مصطفى