01 February 2009

الجينات والسلوك

هل تحدد الجينات السمات الشخصية للإنسان ؟




صورة تخيلية



تعتبر سلوكيات الإنسان صفات معقدة يتحكم فى توارثها العديد من الجينات و تتأثر كثيرا بالظروف البيئية . فلا نستطيع ان ننكر أن للظروف البيئية دور كبير فى ذلك فلا ننكر أن الشخص الذي تربى فى أسرة هادئة تفسح له المجال لإبداء الرأي و تمنحه الثقة يختلف عما إذا تربى نفس الشخص فى أسرة صاخبة أسلوبها القمع والتسلط .


اذا فالوراثة والبيئة كلاهما يتفاعل لمنح السمات الشخصية . وقد تم التوصل لدور كلا من الوراثة و البيئة على بعض من هذه الصفات من خلال دراسة التوائم المتماثلة عندما يربى كل منهما فى ظروف بيئية مختلفة و من خلال دراسة التشابه بين الابناء بالتبنى مع آبائهم الحقيقيين والغير حقيقيين وأيضا من خلال دراسة العائلات .


و قد ساهم التوصل لكثير من الحقائق من خلال علم الأعصاب و علم النفس للتوصل لدور بعض الجينات في توارث بعض الصفات المتعلقة بالسلوك .


فلقد أوجدت بعض الدراسات أن الجينات المتضمنة فى المسار الحيوى لتخليق الدوبامين لها علاقة بعنف الشخصية ومضايقة و جرح مشاعر الآخرين وأيضا لها علاقة بمرض فرط النشاط و نقص الانتباه و من المعروف ان الدوبامين يقوم بنقل الرسائل العصبية ويحدد ما إذا كان الانسان هادئا او مضطربا ويطلق علية هرمون السعادة.


وقد وجد فى أبحاث أخرى أن الجين بروزاك ينتج بروتين لة علاقة بالسيروتونين - وهو أحد الناقلات العصبية و ينظم مزاج الإنسان ويعرف أيضا بهرمون السعادة - فقد وجد أن لهذا الجين علاقة لكون الشخصية عصبية وقلقة .

و أظهرت أبحاث أخرى ان هناك طفرة متنحية للجين المشفر لإنزيم مونوامين أوكسيداز وهذا الإنزيم له وظائف عديدة منها أنه يقوم بعملية الهدم للناقلات العصبية و تؤدى الطفرة إلى نقص فى نشاط الإنزيم مما يؤدى إلى العدوانية وعدم التحكم فى الانفعال وقد وجد أن هذا الجين موجود على كروموسوم الجنس X مما يؤدي إلى انتشار هذه الحالة فى الرجال بشكل كبير عن النساء لأنه في الذكور هذة الطفرة المتنحية تحمل على كروموسوم X وليس لها الدليل على كروموسوم الجنس Y .


وأخيرا يمكن القول أنه قد يحمل الشخص جينات معينة لها علاقة بسلوكيات معينة ولكن لا تظهر هذه الجينات تأثيرها إلا إذا توافرت الظروف البيئية المناسبة فعلى سبيل المثال إذا كان هناك شخص يحمل جينات متعلقة بالميول العدوانية ومعاداة المجتمع وتوفرت ظروف إجتماعية وإقتصادية سيئة وفى غياب الدين والأخلاق من الأسرة والمحيطين فقد يدفعه ذلك للإجرام.

د.هدى محمد شكم

مدرس بقسم الوراثة

كلية الزراعة – جامعة الإسكندرية

1 comment:

Anonymous said...

تحية طيبة أنا صحفى بمجلة أكتوبر وقد قرأت دراستك واحب أن أعمل موضوع عن هذه الدراسة وأنا من اسكندرية بالمناسبة فأتمنى أن نتواصل وهذا تليفونى
0121151557
مع الشكر
حسام عبد القادر